" مات الممثل حسن كامل دون أن يشعر بموته احد ,كان حسن كامل لا يعرف المستحيل، لذلك عاش حياته في غير حاجه إلي أحد. وقد كان له قلبا ناصعا " .....
هكذا نعت جريدة اللطائف المصورة الفنان الجميل حسن كامل في عددها الصادر بتاريخ 14يوليو 1959
هو فنان جميل من زمن اجمل .. وايضا كان له اسهامات بارزة في عالم الموسيقي والآلات الموسيقية
ولد الفنان الكبير حسن كامل في منطقة الجمالية بالقاهرة في 4 ابريل 1893، وإلتحق بالكُتِّاب في طفولته، بدأ حياته الفنية كمنولوجست وإشتهر بالمنولوجات "الوطنية" والتي كان يقوم بتأليفها وتلحينها، ثم إلتحق بالعديد من الفرق المسرحية، حيث عمل مع نجيب الريحانى وفرقة يوسف عز الدين، ثم دخل مجال السينما من خلال المشاركة بفيلم
(قبلة في الصحراء) عام 1927، لتتوالى بعدها أعماله حتى الخمسينيات من القرن العشرين، ومن أبرز أعماله
(بابا أمين، أزهار وأشواك، ليلى بنت الأغنياء ، اختي ستيته ، بابا عريس ، اسمر وجميل ، حبايبي كتير ، سيبوني اغني ، ليلة الدخله ، مكتب الغرام ، كيد النسا ، جوز الاربعه ، نادوجا ، جحا والسبع بنات ، عقبال البكاري ، الستات كده ، العيش والملح ، اوعي المحفظه ، شارع البهلوان ، منديل الحلو ، لهاليبو ... الخ من الاعمال الفنية الرائعه العظيمه)
أُشتهر عنه انه كان صاحب لسانا مهذباً وخلوقا ،ولكن الذي لا يعرفه الكثيرون أنه كان بارعا في صناعات كثيرة .. فقد كان موسيقيا رائعا، فهو الذي أخترع "تكنيك العفق في آلة القانون" التي تستعمل حتي اليوم، وتعتد عليها كل الفرق الموسيقية في عزفها للقانون
وهو اختراع كان يكفي لينال منه المجد لولا أنه كان من هواة الهروب بعيدا عن الأضواء ،إلي جانب ذلك كان نجارا ماهرا جدا، فهو الذي صنع بيده أثاث بيته، كما كان بنّاءا ومهندسا فقد صمم وبني بيته في منطقة المطرية بيده دون معاونة من أحد، وكان أيضا خبيرا بالزراعة إذ جعل حديقة بيته الصغيرة حقلا لجميع أنواع المزروعات المعروفة
لم يستغل حسن كامل يديه وعقله فقط بل كان يستغل كل مقدرة في نفسه، فقد كان أديبا وشاعرا جميلا، وقد سبق أن ألف بعض المسرحيات منذ سنوات مبكرة في بداياته الفنيه، ووضع أزجالا سياسية نارية كان يلقيها بنفسه في المظاهرات، وكان من بينها زجلاً تسبب في القبض عليه في مرة من المرات